كويت تايمز: تعتزم السعودية التربع على عرش أكبر صندوق استثمارات سيادية في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو الصندوق الذي كشف ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس المجلس الاقتصادي والتنمية، أن حجمه سيصل إلى تريليوني دولار، وسوف يدر دخلاً مالياً على المملكة ينافس إيرادات النفط التي لن تصبح المصدر الأول للإيرادات الحكومية.
وتمتلك النرويج حالياً أكبر صندوق للاستثمارات السيادية في العالم، وتبلغ القيمة الإجمالية لأصوله 824.9 مليار دولار أميركي، فيما تمتلك مؤسسة النقد العربي السعودي رابع أكبر صندوق للاستثمارات السيادية في العالم، وتبلغ قيمته الإجمالية 632.3 مليار دولار أميركي، وهو ما يعني أن الصندوق الذي تعمل المملكة على تأسيسه حالياً يمثل أكثر من ضعف الصندوق الأكبر في العالم، ويمثل نحو ثلاثة أضعاف صندوقها الحالي، فضلاً عن أنه يزيد عن إجمالي الاستثمارات السيادية الخليجية الموجودة في العالم حالياً.
وجاء كشف الأمير محمد بن سلمان عن الصندوق العملاق الذي سيُطل على العالم قريباً في إطار مقابلة مع وكالة “بلومبرغ” الأميركية أجريت معه مؤخراً، وتحدث فيها لأول مرة عن إجراءات سعودية للتحوط من تقلبات أسعار النفط والدخول في عصر “ما بعد النفط”، حيث لن يعود اقتصاد المملكة معتمداً على إيرادات النفط في المستقبل، على الرغم من أن المملكة ستظل أكبر منتج للخام في العالم.
وقال الخبير الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية محمد العمران في حديث خاص لــ”العربية.نت” إن الصندوق السيادي الذي يتشكل في السعودية سيتميز بــ”توزيع الاستثمارات الحالية داخل وخارج المملكة، وسيكون أكثر ديناميكية واحترافية في أسلوب الإدارة”، بما يجعل منه لاعباً مهماً وربما الأهم على الإطلاق في أسواق العالم وبمختلف القطاعات.
وتوقع العمران أن تضع المؤسسات المالية الكبرى في العالم نصب أعينها صندوق الاستثمارات السعودية من أجل تقديم خدماتها له، ومن أجل الاستفادة منه، كما أن حجم الصندوق العملاق “سيعطي قيمة مضافة لاقتصاد المملكة ولاقتصادات الدول التي يستثمر فيها معاً”.
وبحسب العمران فإن صندوقا بحجم تريليوني دولار سيزيد من قيمة الاقتصاد السعودي بأكمله، وسيرفع من تأثيره ووزنه في الاقتصاد العالمي، مضيفاً: “مثال ذلك شركة أرامكو التي لا يعرف أحد في العالم اليوم عن أصولها وقيمتها، حيث إنها مجرد شركة حكومية تعمل في مجال النفط، سوف تتحول إلى كيان عملاق يؤثر في الاقتصاد العالمي بأكمله، وتنافس أضخم شركات الطاقة في الكون”.
ويخلص العمران الى أن الصندوق السيادي العملاق سوف يرفع من مكانة المملكة الاقتصادية في العالم، ويزيد من إيراداتها المالية، لتكون أكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي، وأقل تأثراً بتقلبات أسعار النفط.
ويشار إلى أن إيرادات النفط تشكل نحو 73% من الإيرادات العامة في السعودية، وهو ما أدى إلى هبوط الإيرادات بشكل كبير عندما هوت أسعار النفط من مستويات 115 دولاراً في منتصف العام 2014 إلى ما بين الثلاثين والأربعين دولاراً منذ بداية العام الحالي 2016.