«بيتكوين» تشهد ثورة خضراء في تعدينها

32707988

عُرِفَ عن العملات الرقمية أنها تستهلك كميات هائلة من الطاقة عند تعدينها، وأفاد تقرير نشرته «أويل برايس» بأن «بيتكوين» تستهلك كهرباء تكفي احتياجات مئات المنازل في أميركا من الطاقة. ومع ذلك، فإن هذا الأمر ليس بجديد، فكل تكنولوجيا ناشئة في العالم كان لها ثمن، والثمن في حالة «بيتكوين» هو الكهرباء، ويجب الأخذ بالاعتبار أن القائمين على تعدين العملات الرقمية يستهلكون الكميات الهائلة من الطاقة في صيانة الشبكات وتخزين البيانات ومعالجة العمليات المعقدة في التعدين.
ولا يزال الاستهلاك الكثيف للطاقة محورا للجدل بشأن العملات الرقمية، ولكن هناك ثورة خضراء جديدة تعتري «بيتكوين» وأخواتها تعتمد على استخدام مصادر نظيفة في الحصول عليها.
ويحاول القائمون على تعدين «بيتكوين» الحفاظ على مكتسباتهم وأرباحهم، وفي ظل الاستهلاك الكثيف للكهرباء، يتبقى لهم القليل بعد أنشطة التعدين.
ويشهد استهلاك الطاقة على الصعيد العالمي ارتفاعا مستمرا كما تتزايد أسعار الوقود الأحفوري، وفي نفس الوقت تتراجع تكلفة مصادر الطاقة المتجددة لدرجة أن بعض المناطق تواجه وفرة في الطاقة.
وانتبهت جهات تعدين «بيتكوين» لهذا الأمر سريعا، وتوجهت إلى أماكن مثل آيسلندا وأوريجون وواشنطن وكندا للاستفادة من التكلفة الرخيصة لمصادر الطاقة المتجددة.
فعلى سبيل المثال، هناك بلدة إيست ويناتاتشي في ولاية واشنطن التي تضم خمسة سدود كهرومائية يتم توليد الطاقة منها عن طريق اندفاع المياه على التوربينات بتكلفة تعد من بين الأقل على كوكب الأرض.
وكانت الطاقة الفائضة عن البلدة تصدر سابقا إلى مدن أخرى مثل سياتل أو لوس أنجلوس، ولكن مع انتعاش أنشطة تعدين «بيتكوين» تم بناء منشآت للتعدين في المنطقة والاستفادة من هذه الكهرباء.
وهناك مشكلة في الطاقة الكهربائية الفائضة تكمن في عدم وجود تكنولوجيا تخزين كافية، حيث توجد العديد من مشروعات الطاقة المتجددة، ولكن لا توجد بطاريات تسع الكهرباء الناتجة عنها بشكل كامل.
وأفاد أحد الخبراء بأن مشكلة التخزين يمكن أن تنتهي، فبدلا من كبح أنشطة منتجي الطاقة المتجددة وإهدار الكهرباء الناتجة، من الممكن توجيهها إلى أنشطة تعدين العملات الرقمية والحصول على عائد مقابل ذلك.
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه تكنولوجيا «بلوك شين» – التي يتم تداول العملات الرقمية عن طريقها – بمنزلة منارة لا مركزية لتوزيع الطاقة والمرافق، فإن مشروعات الطاقة النظيفة يمكن أن تستغل تعدين «بيتكوين» في دعم منشآت الطاقة بوجه عام.
على أثر ذلك، تُحل مشكلة تخزين الطاقة، وتظهر فائدة جديدة لتعدين «بيتكوين» تكمن من خلال توفير عائد لمنتجي الطاقة المتجددة وزيادة مشروعاتها.
وتوقع مسؤولو البنك الدولي أن يرتفع حجم النفايات العالمية من 1.3 مليار طن إلى أربعة مليارات طن بحلول عام 2100، الأمر الذي يؤثر سلباً على الصحة العامة والبيئة. ويتم التعامل مع هذه النفايات بطرق غير اقتصادية عفى عليها الزمن مثل الحرق والتخزين والمعالجة المكلفة للغاية، ولكن في الآونة الأخيرة، هناك جهود تُبذل للتحول إلى الوقود الحيوي من خلال تكنولوجيا تحويل القمامة إلى طاقة.
ويمثل هذا الأمر فرصة أخرى لجهات تعدين «بيتكوين» من أجل استغلال التطور في تكنولوجيا الطاقة وظهور مصدر آخر للحصول على الكهرباء اللازمة للتعدين.
ومن هذا المنطلق، فإن «بيتكوين» ليست شراً يحدق بالعالم، بل يمكن أن تكون فرصة لتطوير الإبداع في توليد الكهرباء من مصادر نظيفة متعددة.

شاهد أيضاً

ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون

إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.